نص الاستشارة:
السلام عليكم ورحمة الله أنا فتاة في الرابعة والعشرين من العمر نشأت في بيئة طيبة ولله الحمد وقد كنت دائما من المتفوقات وقد أنهيت دراستي الجامعية بفضل الله ولكن بشق الأنفس لما كنت أعانيه من الاكتئاب وما زلت وهو ما يمنعني من متابعة حياتي الطبيعية والذهاب إلى العمل وقد بدأت معاناتي منذ ما يقارب أربع سنين أي منذ نجاحي في الثانوية العامة وقد كنت أحرزت أعلى الدرجات بفضل الله وما من داع لهذا الاكتئاب ولكنه الابتلاء وقد كنت منذ حداثة سني أتوق دائما للارتقاء بنفسي للأفضل حتى إني كنت أقاوم نفسي وأجاهدها حتى لا أضيع وقتي فيما لا يفيد وكنت أحاول دائما تنظيم وقتي حتى أستطيع استثماره بأفضل الطرق على الرغم من أن محاولاتي باءت بالفشل لم ايئس وظللت أحاول جاهدة القيام للتهجد وقد كان مطلبي الأساسي ومنى روحي ودعوت الله كثيرًا استعنت به على مر سنوات لكنني أخفقت وحتى الأشياء الأساسية التي لابد للمسلم من تحقيقها لم أستطع تحقيقها كالصلاة على الوقت وأن يكون للإنسان ورد من القرآن في اليوم ولو صفحة كنت أطمح في البداية لجزء في اليوم ولكنني تنازلت تنازلت حتى صارت صفحة ولم أنجح أعلم أنني أطلت كثيرا ولكنني تعبت جدا إنني متعبة للغاية وصلت لمرحلة لم أعد أستطيع أن أؤدي الصلوات كما كنت أؤديها ولم أعد أصلي السنن وأصبحت عاجزة عن عمل أي شيء لا يمكنني مساعدة أمي في شيء لا أستطيع إنجاز أي شيء. بينما كنت قد بدأت في سن مبكرة بوضع البرامج للصلوات ولمراقبة النفس وطورتها كلما كبرت في العمر وحفظت معظم كتاب الله عز وجل ولله الحمد والمنة وعندما أنظر إلى ما آلت إليه حالي أشعر بحزن شديد يعتصر قلبي لم أعد أقوى على الصلاة والدعاء والمشكلة أنني كلما سألت عن الحل قالوا لي الصلاة والاستعانة بالله وقد كنت أفعل ذلك ولكنني الآن لم أعد أقوى على شيء وقد لجأت ووالدي للطبيب منذ بداية المشكلة وجربت كل أنواع الأدوية الموجودة ولكن دون فائدة أتحسن قليلا ثم أتراجع حتى أنني أفكر في إنهاء تعاقدي في العمل لأنني لا أستطيع القيام به إنني بحاجة للمساعدة لا أعرف ماذا أفعل وقد قرأت القرآن كرقية وشربت من ماء زمزم وذهبت للعمرة رغم إنني كنت بحالة لا تسمح حتى إنني لم أستطع أداء غير الصلوات المفروضة وأمضيت بقية الوقت جالسة بقرب أمي وهي تصلي وأنا أبكي على حالي فأنا في بيت الله الحرام ولا أستطيع حتى أن أدعوه لا حول ولا قوة ألا بالله. أنا آسفة جدًّا على الإطالة وأسأله عز وجل أن يلهمكم إلى مساعدتي وأسأله أن يجزيكم خيرا ومعذرة مرة أخرى على الإطالة.
الرد:
بارك الله فيك أيتها الفاضلة... التخلص من الاكتئاب والقلق يعد من الأمور التي لابد للإنسان أن يلعب فيها دورا أساسيا... والأمر بحمد الله ليس بالصعب بل هو قرار نتخذه ونعمل على مقتضاه وهو التخلص من الماضي وآلامه ومن التفكير فيه والانطلاق بجد وحيوية في حياة مليئة بالإيمان والتفاؤل والتوكل على الله عز وجل... نقاط يسيرة ندونها لك لعل الله ينفعك بها:
1- عليك باللجوء إلى الله عز وجل وكثرة الدعاء.
2- واظبي على فروض دينك من صلاة وصيام.
3- تزودي من النوافل بشكل متدرج لا مشقة فيه وحدثي نفسك بالأجر العظيم الذي تحصلين عليه.
4- رتبي حياتك اليومية بشكل جديد.. غيري أو قات النوم وأكثري من القراءة الهادفة قدر الاستطاعة.
5- ساعدي أمك في بعض الأعمال المنزلية وأنت مبتسمة.
6- تعاملي مع من حولك بأريحية وتحدثي مع والديك بكل حرية واطلبي بعض الأشياء البسيطة من أبيك.
7- الاتصالات الهاتفية وصلة الأرحام مما يعين على بعث الروح الجديدة.
8- ليكن وردك اليومي من القرآن في الصباح الباكر واستزيدي في أوقات الفراغ.
9- تذكري دائما أن مصدر الحزن الأول هو الشيطان ووساوسه فاستعيذي بالله منه عند حدوث أي عارض.
10- واظبي على أذكار طرفي النهار.
11- عليك بحضور المناسبات الاجتماعية واحرصي على أن تكوني إيجابية ومصدرا للحيوية.
12- لا تتنازلي عن العمل بل اعملي على تطويره ولا تدعي عاصفة الروتين تقتلك.
13- الصحبة الطيبة مع فتيات صالحات مما يفيد ويبعث على الأمل والتطلع إلى المستقبل بشكل أكثر إيجابية.... والله الموفق.
الكاتب: محمد الأمين الشنقيطي.
المصدر: موقع رسالة المرأة.